وحدة الدم والعقيدة
هذه الهبة الجماهيرية الرائعة والتلاحم الشعبي في الأردن ما كان ليكون لولا التوافق والأنسجام بين الموقف الرسمي والشعبي بهذا الخصوص .. هذا التوحد بين أبناء الشعب الأردني لم يكن طارئا ولا متصنعا ولم يكن خجلا ..الأردنيون جميعا تحت السقف الواحد يعيشون القضية بكل تفاصيلها .. وقد رأيت بعيني وسمعت
بأذني ما يجيش في صدور الناس ومقدار الألم الي يحسون به وهم يشاهدون على الشاشات ما يحدث للقلسطينيين في غزة .. يحسون بالألم من التقصير المتعمد أحيانا لبعض الجهات الرسمية العربية وتقاعسها وصمتها عن نجدة الأخوة في غزة بالرغم مما يرونه من القتل والدمار الواقع على الشعب الأعزل .. ان الصور التي تبثها الفضائيات ليست في الحقيقة الا جزء يسير أو هو المسموح به للمشاهدة .. فالمشاهد الساخنة يتم حجبها حرصا على مشاعر الناس وحتى لا تصيبهم الجلطات والسكتات القلبية من هول ما يرون
من فظائع ترتكبها القوة العسكرية الأسرائيلية بحق المواطنين في غزة .
بكى أطفال الطفيلة والكرك والسلط وعمان وهم يشاهدون قلوب أطفال غزة وهي تخرج من صدورهم .. بكوا بحرقة ومنه من امتلكته نوبة من الصراخ وهو يرى الأطفال غارقون تحت الردم والأنقاض ..
والصعوبة البالغة في انقاذهم .. عائلات بأكملها دفنت تحت أكوام الحجارة .. أجساد محترقة ووجوه متفحمة
وضيق ذات اليد في المعدات وأدوات الأنقاذ التي أقتصرت على العمل اليدوي ..
الناس في الأردن يملكون صدق المشاعر ورقة الأحاسيس ويملكون التعاطف الأخوي مع أهل فلسطين ..
فهم أخوة في العقيدة .. وهم أنسباء وأصهار.. هذا التوصيف ليس مقتصرا على فئة بعينها .. وانما يشمل كل
الأردن من أقصاه الى أقصاه ..
وهذه تحية لأهل بلدي .. لكل الناس الذين رفعوا أصواتهم مطالبين بنجدة أخوانهم ..ولكل الذين ارتفعت ايديهم بالدعاء من أجل نصرة أخوانهم ..ولكل القلوب التي امتلأت حزنا وألما
لما يصيب أخوانهم .. ولكل العيون التي فاضت بالدمع من شدة الحرقة على أخوانهم ..
تحية لكم جميعا .. وانما النصر من عند الله .